في سياق التعليم العالي الإسلامي، تعتبر الكفاءة التربوية للأساتذة جانبًا مهمًا يدعم فعالية عملية التعلم. تشمل هذه الكفاءة قدرة الأستاذ على تخطيط وتنفيذ وتقييم التعليم بأسلوب تربوي وملهم ومناسب لاحتياجات الطلاب. ومع ذلك، فإن تحديات التحديث وتطور التكنولوجيا تجعل الأساتذة غالبًا يواجهون صعوبة في الحفاظ على التوازن بين الاحترافية والقيم الروحية.
تقدم المراقبة، كأحد المفاهيم في التصوف الإسلامي التي تعني الوعي الكامل بمراقبة الله، منظورًا يمكن أن يعزز جودة الأداء التربوي. من خلال استيعاب مفهوم المراقبة، يُحفز الأساتذة على الاستمرار في المراجعة الذاتية وتطوير الذات بشكل مستمر. يترتب على ذلك تعزيز الشعور بالمسؤولية والإخلاص في التعليم، والوعي بواجب التربية كنوع من العبادة.
يمكن رؤية تطبيق المراقبة في السياق التربوي من خلال التأمل الذاتي قبل وأثناء وبعد عملية التعلم. يصبح الأستاذ الذي يطبق مفهوم المراقبة أكثر حكمة في تقديم المادة، وأكثر تعاطفًا مع احتياجات الطلاب، وأكثر نزاهة في أداء واجباته. بالإضافة إلى ذلك، فإن المراقبة تعزز دافعية الأستاذ لتحسين كفاءته المهنية بشكل دائم، من أجل الوفاء بالأمانة التعليمية.
وبالتالي، فإن دمج مفهوم المراقبة في تطوير الكفاءة التربوية له أهمية كبيرة. ينبغي على مؤسسات التعليم العالي الإسلامي تشجيع الأساتذة على ممارسة المراقبة كجزء من التطوير المهني المستمر. لا يسهم ذلك فقط في تحسين جودة التعليم، بل يشكل أيضًا شخصية الأستاذ الحكيم والمتبصر وذي الأخلاق العالية في أداء دوره التربوي.